ارتبطت مصر بالنيل، وارتبط بها؛ فهو رفيقها من البداية و على أرضها يكمل رحلته الشاقة قادماً من قلب أفريقيا ليسافر فيها من أقصى جنوبها ليصل إلى منتهاه وغايته في البحر المتوسط. وعلى امتداد رحلته الطويلة في المكان والزمان صنع لمصر تاجاً أخضر شكل صورتها التي اشتهرت بها دوماً.
ولكن الأمر العجيب أن نيل مصر وواديه ودلتاه يبدو في الحقيقة كواحة وسط صحراء مترامية تشكل نحو 96% من مساحة مصر، وتحيط به من الشرق والغرب والشمال الشرقي ، يجعل من مصر أكثر بلدان العالم جفافاً؛ مما يشكل صورة آخرى ربما تتناقض مع الصورة الأولى، ولكنه التناقض الذي يخلق التنوع والثراء فكما أن للنيل حكاياته وسحره للصحراء سحرها الفريد.