ان
العلم للنفس البشرية كمال تتحلى به ، وهو نور العقل وسراج القلب ، به تنال
الشرف ، وتكتسب الفخر ، وكم من وضيع النسب عـديم الحسب ، تعلم العلم فصار
جليل الذكر عالى القدر ، معروفا عند الوجهاء ، ومحترما من الجلساء ، تعظمه
الناس ، فاذا اقبل عليهم قاموا اليه ، واذا جلس يجلسون بين يديه ، واذا
انصرف اثنى الجميع عليه
قال الشاعر : العلم يرفع بيوتا لا عماد لها ** والجهل يهدم بيت العز والكرم .
يروى عن معاذ بن جبل ( رضى الله عنه قال ) :
تعلموا العلم فان تعـلُمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومُدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلم صدقة
وبذله لاهله قُـربى ، وهو الانيس فى الوحدة ، والصاحب فى الخلوة ، والدليل
على الدين ، والمُصبر على السراء والضراء ، والوزير عند الاخلاء ، والقريب
عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ..
قال ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ :
لولا تفسير العلماء ونقلهم آثار الاوائل فى الصحف ، لبطل اول العلم ، وضاع آخره ، ولذلك قيل :
لا يزال الناس بخير ، مابقى الاول حتى يتعلم الآخر ..
روى عن الشعبى انه قال :
لو ان رجلا سافر من اقصى الشام الى اقصى اليمن ، ليسمع كلمة واحدة ينتفع بها فيما يُستقبل من عمره ، مارأيت ان سفره قد ضــــاع .
وقال ايضا : جالسوا العلماء ، فانكم ان احسنتم حمدوكم ، وان اسأتم عذروكم ،
وان اخطأتم لم يعنفوكم ، وان جهلتم علموكم ، وان شهدوا لكم نفعوكم ..
قال الحسن بن على – رضى الله عنهما – لابنه :
يابنى اذا جالست العلماء فكن على ان تسمع احرص منك على ان تقول ، وتعلم
حُسن الاستماع كما تتعلم حُسن الصمت ، ولا تقطع على احد حديثه وان طال حتى
يمسك ..
==================